الثلاثاء 2023/12/12

آخر تحديث: 12:56 (بيروت)

ترشيحات غولدن غلوب 2024.. محاولات استعادة الهيبة

الثلاثاء 2023/12/12
increase حجم الخط decrease
انطلق موسم السجادة الحمراء في هوليوود، صباح أمس الاثنين، بإعلان الممثلين سيدريك ذا إنترتينر، وويلمر فالديراما، ترشيحات جوائز غولدن غلوب الـ81، والتي سيعلن الفائزون بها يوم الأحد 7 يناير/كانون الثاني في حفلة في فندق بيفرلي هيلتون في كاليفورنيا.

وكما كان متوقعاً، تصدّر لائحة الأفلام الروائية التي حصلت على أكبر عدد من الترشيحات، فيلم "باربي" للمخرجة غريتا غيرويغ بتسعة ترشيحات، يليه مباشرة فيلم "أوبنهايمر" للمخرج كريستوفر نولان بثمانية، بينما تقاسم فيلما "كائنات مسكينة" للمخرج يورغوس لانثيموس و"قتلة زهرة القمر" للمخرج مارتن سكورسيزي، المركز الثالث على منصة التتويج بسبعة ترشيحات لكل منهما. في ما يتعلق بالمسلسلات، تصدّر الموسم الأخير من مسلسل "خلافة" Succession، بتسعة ترشيحات، لائحة تفضيلات 300 صحافي وناقد غير أميركي يشكّلون الهيئة الجديدة للاختيار بعدما كانت حتى العام الماضي تحت قيادة رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية (HPFA) التي تمّ حلها الآن.

وبعد فضائح تتعلَّق بالتنوع والأخلاقيات والعنصرية، توقّفت رابطة هوليوود عن تولّي مسؤولية غولدن غلوب بعد ثمانية عقود من بيع حقوق الاستغلال التجاري لشراكة مكونة من شركتي الإنتاج Dick Clark Productions وEldridge Industries. الشراكة الجديدة كانت وراء قرار زيادة عدد المرشّحين من خمسة إلى ستة لكل فئة، واستحداث جائزتين لفئتي أفضل ستاند أب تلفزيوني و"الإنجاز السينمائي وشباك التذاكر"، وهذه الأخيرة تبدو تنويعاً على فكرة سابقة لأكاديمية هوليوود لاستحداث جائزة أفضل فيلم جماهيري. ما لم يتغيّر هو التقسيم التاريخي المعتمد في الجوائز بين "الكوميدي و/أو الموسيقي" و"الدرامي" لأفضل فيلم والممثلين والممثلات في الأدوار القيادية.


(حصل "قتلة زهرة القمر" على سبعة ترشيحات)

ونظراً إلى أن "باربي" جاء في المرتبة الأولى وتلاه "أوبنهايمر"، يبدو أن المبارزة التي كثر الحديث عنها بين الفيلمين-الحدثين والتي شكّلت ظاهرة ساحقة على المستوى التجاري عُرفت باسم "باربنهايمر"، ستُترك لتكتب فصلاً آخر في وقتٍ لاحق مطلع العام المقبل. في أكاديمية هوليوود، يسهل تخيُّلهم يضحكون بالفعل، ويتطلّعون لجوائز أوسكار 2024 حيث ستكون المواجهة المباشرة بين الفيلمين محور اهتمام الصحافة المتخصصة – بعدما شهدت أشهر الصيف رواج الظاهرة التي تجاوزت حدود الشاشة - ونقطة جذب للقطاعات الأصغر سناً من الجمهور الذي ظلّ يتطلّع لفترة طويلة إلى توزيع تماثيل الموسم السينمائي في نصف الكرة الشمالي.

باربنهايمر من جديد
سينافس "باربي" على جائزة أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي إلى جانب أفلام "Air" من إخراج بن أفليك، و"خيال أميركي" لكورد جيفرسون، و"الناجون" لألكسندر باين، و"مايو ديسمبر" لتود هاينز، و"كائنات مسكينة". بينما سيفعل "أوبنهايمر" الأمر ذاته في فئة أفضل فيلم درامي مع "قتلة زهرة القمر" لسكورسيزي، و"مايسترو" لبرادلي كوبر، والانتاج الكوري الأميركي المشترك "حيوات سابقة" لسيلين سونغ؛ والفيلم البريطاني "منطقة الاهتمام" لجوناثان غلايزر؛ والفيلم الفرنسي "تشريح سقوط" للمخرجة جوستين ترييه، الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان "كانّ". وتحظى أفلام غلايزر وترييه وسونغ بفرصة للتعزية بعيداً من التتويج بعيد الاحتمال بالجائزة الرئيسية، إذ تطمح إلى الفوز بجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية إلى جانب الفيلم الفنلندي "أوراق متساقطة" للمخرج آكي كوريسماكي، والفيلم الإيطالي "أنا كابتن" للمخرج ماتيو غاروني، والفيلم الإسباني "مجتمع الثلج" للمخرج خوان أنطونيو بايونا.

كما ستحضر ظاهرة "باربنهايمر" في فئتي أفضل إخراج وسيناريو. إذ يتقاسم نولان وغيرويغ منافسات الإخراج مع برادلي كوبر (مايسترو)، واليوناني يورغوس لانثيموس (كائنات مسكينة)، ومارتن سكورسيزي (قتلة زهرة القمر)، وسيلين سونغ (حيوات سابقة)، بينما في السيناريو، يظهر البريطاني والأميركية – يرافق الأخيرة في هذه الفئة شريكها في الحياة والكتابة، المخرج نواه بومباك، لمنافسة كل من سونغ، وتوني ماكنمارا (كائنات مسكينة)، ومرة أخرى سكورسيزي (وزميله في الكتابة إريك روث)، وجوستين ترييه وآرثر هراري (تشريح سقوط).

يشترك "باربي" و"أوبنهايمر" أيضاً في فئتين أخريين. الأولى تلك المتعلّقة "بالإنجاز السينمائي وشباك التذاكر"، إلى جانب أفلام "حرّاس المجرّة الجزء الثالث"، "جون ويك 4"، "مهمة مستحيلة: تصفية الحساب - الجزء الأول"، "الرجل العنكبوت: عبر عالم العنكبوت"، "سوبر ماريو" و"تايلور سويفت: جولة العصور". أما الفئة الأخرى، وإن كان بشكل غير مباشر، فهي أفضل ممثل مساعد، حيث لا يوجد تمييز بين الأعمال الدرامية والكوميدية و/أو الموسيقية. وفيها سيواجه روبرت داوني جونيور (أوبنهايمر) وريان غوسلينغ (باربي) ممثلي "كائنات مسكينة"، ويليام دافو ومارك روفالو، روبرت دينيرو(قتلة زهرة القمر) وتشارلز ميلتون "مايو ديسمبر". في فئتي الموسيقي والأغنية هناك بعض الترشيحات المثيرة للفضول: لدى "باربي" ثلاثة أغنيات مرشحة لجائزة أفضل أغنية، لكنها لا تظهر بين المتنافسين على جائزة أفضل موسيقى، حيث يتواجد "أوبنهايمر".

في فئات التمثيل، ليس من المفاجئ وجود الأسترالية مارغو روبي، والبريطاني كيليان ميرفي في فئتي التمثيل الرئيسيتين. رُشّحت المرأة التي تحوّلت إلى دمية، لجائزة أفضل ممثلة في فيلم كوميدي و/أو موسيقي، إلى جانب فانتازيا بارينو عن فيلم "اللون القرمزي"، وناتالي بورتمان عن فيلم "مايو ديسمبر"، والمدهشة ألما بويستي عن فيلم "أوراق متساقطة"، وإيما ستون عن فيلم "كائنات مسكينة"، وجينيفر لورانس (لا ضغينة)؛ بينما الرجل المسؤول عن تجسيد مخترع القنبلة الذرية على الشاشة يأتي مُرشّحاً لجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل في فيلم درامي، ليتنافس مع أسماء برادلي كوبر (مايسترو)، وليوناردو دي كابريو (قتلة زهرة القمر)، وكولمان دومينغو (راستِن)، وأندرو سكوت (كلنا غرباء)، وباري كيوغان (سالتبيرن).

وتضم لائحة الفنانين المرشحين لجائزة أفضل ممثل في فيلم كوميدي و/أو موسيقي نيكولاس كيج عن فيلم "سيناريو أحلام"، وتيموثي تشالاميت عن فيلم "ونكا"، ومات ديمون عن فيلم "Air"، وبول جياماتي عن فيلم "الناجون"، وخواكين فينيكس (بو خائف)، وجيفري رايت (خيال أميركي). أما أفضل ممثلة في فيلم درامي، فتضمّ قائمة لا تقل ثقلاً تحتلها أسماء كلّ من ليلي غلادستون عن فيلم "قتلة زهرة القمر"، وكاري موليغان (مايسترو)، وساندرا هولر (تشريح سقوط)، وآنيت بينينغ (نياد)، وغريتا لي (حيوات سابقة)، وكايلي سبايني (بريسيلا).

في فئة الرسوم المتحركة، لم يكتف الساحر الياباني هاياو ميازاكي، بوضع أحدث أعماله في صدارة شباك التذاكر في أميركا الشمالية، بل تمكّن من إيصاله إلى المنافسة على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة. ولترجمة هذا الترشيح إلى تمثال صغير، سيتعيّن عليه التغلّب على فيلم "سوزومي" لمواطنه  ماكوتو شينكاي، و"الرجل العنكبوت: عبر عالم العنكبوت"، و"سوبر ماريو" و"Elemental"، و"أمنية"؛ والأخيرين من إنتاج شركة ديزني.

في فئة المسلسلات، لم تكن هناك أيضاً مفاجآت كبيرة من حيث العناوين والأسماء، حيث يبدو الموسم الأخير من "خلافة" Succession مرشّحاً مفضّلاً بفضل ترشيحاته التسعة، يليه "فقط جرائم القتل في المبنى" Only Murders in the Building و"الدبّ" The Bear، وكلاهما بخمسة ترشيحات. ويتواجد إنتاج شركة "إتش بي أوه" في واحدة من أهم الفئات، وهي أفضل مسلسل درامي، إلى جانب مسلسلات "1923" (باراماونت بلس)، و"التاج" (نتفليكس)، والدبلوماسية (نتفليكس)، و"آخرنا" (إتش بي أوه)، و"البرنامج الصباحي" (آبل تي في)، وكذلك يظهر في فئات التمثيل القيادية والمساعدة في تلك الفئة الفرعية.

أجواء جديدة
تعد حفلة توزيع جوائز غولدن غلوب، ثاني أكثر الحفلات انتظاراً في موسم  الجوائز بعد حفلة توزيع جوائز الأوسكار. أو هكذا كان الحال حتى العام 2021، عندما طاولت سُمعتها اتهامات عقب تحقيق نشرته صحيفة لوس أنجليس تايمز، كشف، من بين مخالفات أخرى، عن أعمال فساد مختلفة داخل رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود - الكيان التاريخي المسؤول عن تنظيمها- وميل أعضائها إلى قبول "الهدايا" غير المقيدة من الاستديوهات المهتمة بوضع مسلسلاتها وأفلامها في الترشيحات.

أدّى تشويه السمعة والمقاطعة من قبل استديوهات هوليوود الرئيسة والممثلين والممثلات - توم كروز وسكارليت جوهانسون ومارك روفالو من بين أولئك الذين أعادوا تماثيلهم - إلى حدثٍ غير مسبوق في تاريخ كعبة الترفيه: حفلة العام 2022، عُقدت خلف أبواب مغلقة، بلا تلفزيون أو ضيوف، وأُعلن الفائزون من خلال سلسلة تغريدات في "تويتر".

ومنذ ذلك الحين، قامت رابطة HPFA، التي أدركت أنها مضطرة إلى تغيير مظهرها من أجل البقاء، بتوضيح معايير قبول الأعضاء الجدد، كما قامت بتعديل قواعد سلوك الناخبين. بالإضافة إلى ذلك، بدأت في توسيع لائحة ناخبيها إلى 300 ناخب من أكثر من 50 دولة - في السابق كان هناك أقل من 100، معظمهم رجال مقيمون في الولايات المتحدة، مؤهلين للتصويت في هذه النسخة، الأمر الذي أنتج "اللائحة الأكثر تنوعاً عرقياً للجوائز الرئيسية في عالم الترفيه"، بحسب ما قالت رئيسة جوائز غولدن غلوب، هيلين هوهن، في بيان صدر يوم الاثنين من الأسبوع الماضي.



وفي يونيو/حزيران من هذا العام، نُقلت حقوق الاستغلال التجاري لجوائز غولدن غلوب من رابطة هوليوود إلى الشراكة التي شكلتها شركة Dick Clark Productions (إحدى أكبر شركات الإنتاج في الولايات المتحدة وصاحبة العديد من البرامج الترفيهية، والتي بدورها مملوكة لشركة Penske Media Corporation، وهي شركة تمتلك منافذ إعلامية سينمائية كبرى مثل "فارايتي" و"ديدلاين" و"هوليوود ريبورتر")، وشركة Eldridge Industries. وأشار تود بولي، رئيس شركة إلدريدج (الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي المؤقت للجوائز، إلى جانب امتلاكه نادي تشيلسي الإنكليزي لكرة القدم)، إلى ما ستشهده الجائزة من تحديثات وتغييرات هذا العام نتيجة للإدارة الجديدة، بقوله: "يمثّل اليوم علامة فارقة مهمة في تطوّر جوائز غولدن غلوب".

التغيير الأوضح هو التوسّع من خمسة إلى ستة مرشحين في كل فئة تقريباً. الاستثناء الوحيد يظهر في إحدى الفئتين المستحدثتين هذا العام (الفئة الأخرى هي أفضل ستاند أب). يتعلّق الأمر بجائزة الإنجاز السينمائي وشباك التذاكر، وقد استوفى مرشّحوها الثمانية شرط تحقيق أكثر من 150 مليون دولار في جميع أنحاء العالم وما لا يقل عن 100 من هذا الإيراد الإجمالي في الولايات المتحدة وحدها، إذا عُرضت في دور العرض التجارية. بالنسبة للإنتاجات عبر البث المباشر، فإن شرط تأهلها منوط بحصولها على "جمهور متناسب معترف به من قبل مصادر الصناعة الموثوقة"، كما أوضحت المنظمة وقت الإعلان عن إنشاء هذه الفئة. كما أوضحوا أنه في حالة الأفلام التي ستصدر بعد 22 نوفمبر/تشرين الثاني، سيتم الحصول على الرقم بناء على "توقعات موثوقة" من مصادر الصناعة، وأن معايير الناخبين يجب أن تكون على أساس "التميّز" وليس حجم أعداد المشاهدين وحدها.

أياً يكن، فهذه المساعي العديدة والمستمرة من قبل المنظمّين تؤكّد من جديد على محاولات الهيئة الإدارية لرابطة هوليوود للصحافة الأجنبية استعادة سُمعتها وهيبتها. في الوقت ذاته، يبدو أنه بالرغم من كلّ هذا "التغيير" و"التنوع" وكأنها الجوائز القديمة نفسها التي تركّز على مكافأة النجوم والأفلام الرائجة... لكن هناك أيضاً بعض شرارات الإبداع التي تمنحنا الأمل.


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها